صئبان المعارضة وجرب النظام – الحال من بعضه

علي الحاج حسين

11/4/2007

عزيزي القاريء…
بداية لو تسمح لي ألا أتملقك الثناء على ما أقول ولا أرجوك رفع فاعلي المجرور ولا نصب حالي أو مفعولي الساكن…. سواء قرأت لي أم لم تقرأ هذا شأنك ويعنيك وحدك، ولن يغير من حقيقة أنك شريك في الصمت، ولا ضير أن أزيدك خنوعا وقناعة وتزيدني جبنا وهلعا…
أما أنتم أعزائي طواشية المعارضة المخصية من أنصاف وأرباع وأشباه الرجال، فما زلتم تقرئون ولا تقرأون، صار بعضكم يخجل من الانتماء لبعضكم، كبر عند السوريين مقتا أن تنقسمون وتنشطرون منشقين عنكم أكثر مما ينشق عن الحاكم أهله، وأضحت المسافة التي تفصلكم عن ذويكم تضاهي ما كان يبعدكم عن الحاكم الجلاد وصحبه. صرتم قشور بيض تحت مهراس المخابرات المعشعشة كقراد الخيل في أذيالكم من حيث تدرون أو لا تدرون.. لن تعفيكم المكابرة والمتاجرة من لعنة الأبالسة قبل الآلهة، ومنذ تسابقتم على تقبيل يد الوارث الوليد جهرا ولعن المورّث التليد سرا بترت ألسنتكم التي لم تعد تصلح سوى للعق فتات صحون حانات جلادكم… صدقوني أيها الوطنجيون المعارضجيون صارت صكوك غفرانكم وشهادات حسن سلوككم ابخس ثمنا من نصف بعرة ناقة جرباء في سوق المجوهرات… فلا أخالني مستمحيكم عذرا أو طالب منكم إذنا كي أنعتكم بأوصافكم، أراق أم لم يرق لكم..!
أما أنتم يا أهل االنظام وربعه من حاشية وبطانة ومقربين وصحبه أجمعين، تعلمون أنكم ثلة حرامية ولصوص محتالين.. كنتم ومازلتم جوقة أفاقين تصلح أياديكم للتصفيق لسفاهات جلاد أمكم وأبيكم، بقيتم أرجل ولا رجل فيكم.
أيها الفساد والفاسدون تتلمظون لاحسين فطيرة أعيادكم الملطخة بعرق ودماء من يعزقون الأرض، هم يبذرون وأنتم تحصون، فعمركم وإن طال قصيرا وستطأكم مداساتهم المرتقة كصراصير القاذورات ولن تكون أياديكم بأطول من أنوفهكم.
أما أنت يا كبير الطواشية “شفناك برا وجوا”، ونعلم علم اليقين أن السكين في المطبخ تصلح لتقطيع تفاحة، لكنها بيد الطفل تصير أداة قاتلة، ولم يعد أحد يشك من العقلاء والجاهلين أن هذا الكعك العفن من ذاك العجين الفاسد.
في السابع من نيسان يحتفل السوريون بميلاده الستين، محتفين بانجازاته العظيمة، التي جعلت من البلد مزرعة خاصة للقطط السمان وأضحت فيها الملعقة عدوا، وحليب الأطفال هدرا، ورغيف الخبز وثيقة استسلام نقضمها كل صباح وصارت اللقمة الصغيرة اسرائيل الكبرى.

Next Post

مهاجرون في الوطن

الثلاثاء نوفمبر 28 , 2023
علي الحاج حسين 14/3/2007 في الصباح الباكر حزمت حقيبتي وغادرت مطار صوفيا إلى أمستردام قاصدا الولايات المتحدة حيث أقيم وينتابني إحساس لا يقل عن شعوري يوم غادرت حلب لآخر مرة قبل عقدين ونيف من الزمن. تركت مدينتي الجميلة صوفيا، لتشمخ ولا تشيخ… إنها عاصمة جمهورية بلغاريا التي أعتز بحمل جنسيتها، […]

أبرز المواد

أحدث المنشورات