نمرود سليمان
بعد ثلاثة وخمسين يوماً من الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة وشعبه رداً على هجوم حماس ال غير محسوب والذي أعطى حجة لاسرائيل وأصدقائها كبار قادة العالم الغربي للقيام بما هو حاصل ، عدد القتلى الى اللحظة هذه سبعة عشر الفاً والجرحى أكثر من أربعين ألفاً ونسبة القتلى من الأطفال والنساء في الصدارة .
جاءت استراحة الموت لمدة سبعة أيام ليس من أجل ايقاف الحرب بل من أجل هدن انسانية كي يرتب طريفي الصراع واصدقائهما أوضائهم العسكرية لاستئناف الحرب بعد اجازة الموت ، مهندسوا اتفاق الهدن الإنسانية ليس هدفهم ايقاف مطحنة الموت بل استغلال موت الشعب من أجل مأربهم السياسية ، امريكا تريد ( إدارة بايدن ) استثمار ما يجري في غزة من أجل الانتخابات الرئاسية القادمة والرئاسة المصرية تريد الاستفادة لانتخابات الشهر القادم وقطر تريد القول بالرغم من صغر حجمي أنا أجلس مع الكبار لحل قضايا كبرى .
نيتنياهو لا يريد ايقاف الحرب لأنه يخاف من المحاسبة بعدها وجيشه لا يريد ايقافها حتى تعود هيبته المفقود وأمريكا لم ولن تقبل خسارة اسرائيل ، الفلسطينيون ما زالوا في زورقهم التائه وخلافاتهم تتعمق بدل أن تتوحد والعرب عربان كما هي عادتهم ولم يتفقوا على القاسم المشترك العربي إلا إعلامياً وخلافاتهم تنتعش في الغرف المغلقة .
برأي الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية وبشكل خاص منظمة الصحة الدولية يقرون : لم يشهد العالم كارثة مثل كارثة غزة .
الدول الكبرى تبحث عن الحلول ما بعد انتهاء الحرب ولكنهم لا يعرفوا متى تنتهي وكيف تنتهي .
بعد استراحة الموت اثناء الهدن الانسانية ، استأنفت اسرائيل الموجة الثانية من الحرب والقتلى بالمئات كل يوم ، حماس ومن معها ما زالوا يرفعون اشارات النصر بالرغم من دمار ٦٠٪ من مساكن أهل غزة عدا عشرات الاف القتلى والمفقودين ، حماس التي تعيش تحت الارض في غزة مازالت تأكل وتشرب بكل سهولة اما شعب غزة الذي يعيش فوق الارض يفتك به الموت والمرض والعطش والجوع .
رحمة الله عليك أيتها الانسانية ، متى تخجل الأمم المتحدة من وجودها ، متى يُغيّر العرب عروبتهم الممزقة .
تحية للشعب الفلسطيني البطل الصامد بالرغم من تخلي الجميع عنه وخاصة قادة غزة والضفة .
نمرود سليمان ٢-١٢-٢٣