المشهد السياسي العالمي لا يهدأ بل يتحرك مسرعاً من منطقة ساخنة الى أخرى أكثر سخونة وهذا طبيعي جداً طالما المصالح تتغير من مرحلة الى أخرى وحركة المشهد السياسي هي نتيجة لمصالح الدول وخاصة الحاكمة بالأسواق الاقتصادية العالمية ، منذ سنتين وشهرين تقريباً شنت روسيا عمليتها العسكرية في اوكرانيا لأن الغرب لم ينفذ انفاقية موسكو كما قال الروس ، ليست صدفة وقوف دول حلف الناتو الى جانب الحكومة الأوكرانية بل هندسوا لذلك منذ أنهيار حلف وارسو ، انشغل العالم كله بهذه الحرب لمدة سنة وثمانية أشهر ضخ الإعلام العالمي معلوماته عن هذه الحرب وكل وسيلة إعلامية تعبر عن مصلحة ممولها وأصبحت اوكرانيا المنطقة الساخنة بالعالم وتحول بوتين وزيلينسكي الى نجمين بارزين على شاشات وسائل الإعلام كلها .
طوفان الأقصى الذي دشنته حماس في 7 اكتوبر الماضي سرق الأضواء من الحرب الاوكرانية وسلطها على غزة بكل قوة وتحولت اوكرانيا بالرغم من كوارثها الى دولة منسية وقال بوتين بعد هذا النسيان : سنقضي على أوكرانيا بالضربة القاضية .
دخلت حرب غزة في شهرها السابع واحتلت شاشات التلفزة الإعلامية ووسائط التواصل الاجتماعي لأن ما جرى ويجري في غزة من قتل ودمار وجوع لم يحصل في العالم الحديث والقديم وقرع صراخ الأطفال والأمهات كل المطابخ السياسية بالعالم وما زال مصير الشعب الفلسطيني مجهولاً لأن العالم كله لم يستطع ايجاد الحلول المناسبة للمشاكل العالقة .
أيام عدة إن لم نقل ساعات عدة فإن الرد الايراني على اسرائيل قادم بعد قتل مجموعة من الضباط الايرانيين في قنصلية ايران بدمشق ، ستتحول ايران ومنطقة الشرق الاوسط الى منطقة اكثر سخونة من غزة واكرانيا وتصبح غزة من الماضي مثل اوكرانيا .
ليس صدفة ما جرى في في اوكرانيا بل هندسها الروس والأمريكان لخدمة مصلحة شعوبهما ودون اتفاق بينهما بل كل دولة خططت لاهدافها ، ليس صدفة ما جرى في غزة بل هندستها ايران بالتعاون مع ساحات المقاومة ( كما يقال ) من جهة ونتنياهو وحكومته اليمنية من جهة ثانية ، ليست صدفة ما سيجري قريباً بين ايران واسرائيل بل هندست لها اسرائيل وشركائها للخروج من مأزقها الغزاوي من جهة وايران تهندس الرد للحفاظ على نفوذها الذي دخل مرحلة السقوط .
الشعوب العربية هي الوحيدة التي تدفع اثماناً باهظة بالدماء لهندسة مصالح الدول النافذة والجغرافية العربية تحولت الى ساحة لكسر الارادت بين الدول الكبرى .
نمرود سليمان
Next Post
مضامين الاستقلال السوري الثاني اليوم
الأربعاء أبريل 24 , 2024
تمر الذكرى الثامنة والسبعين للاستقلال الوطني الأول لسورية في الوقت الذي يوجد فيه أكثر من مليون شهيد، وأكثر من 5 مليون نازح داخل البلاد وما يتجاوز 6 ملايين لاجئ ومشرد خارج سورية، وأكثر من مليون معاق، وحوالي مليوني طفل خارج عملية التمدرس. وإذا كان من الصعب أن نجري حساباً لوقائع […]
