مجموعة منتقاة للبحتري الصغير (حسن النيفي)

 البحتري الصغير (*)

الرحيل

( أزف الترحل فتمنوا لي يا رفاقي حظاً طيباً ،
إن السماء خضيبة بحمرة الفجر ، ودربي تنفسح رائعة )
طاغور

أنـحــن ُ اثــنــان فــــي مـحـرابـنـا الـمـفـجـوع ِ نـبـتـهـل ُ؟
نـشــيّــع دمــعـــةً ضـــــاءتْ ، بـمـنـفـانـا ، ونـحـتــفــلُ
ونسـتـجـدي خـفـايــا الــجــرح حــيــن الــحــزن يـنـهـمـل ُ
ونـنـتـظـرُ انـبـثــاقَ الـفـجــر ، يـغـشـانـا الــنــدى الـثـمــلُ
ونـحـلــمُ أن يــســوحَ الــنــورُ فــــي دمــنــا فـنـشـتـعـل ُ
نـعـمـدُ فـــي كـهــوف الـلـيــل صــوتــاً ثــــم نـرتـحــلُ
أنـحــن اثــنــانِ مـوهـومــانِ أم ضــاقــتْ بــنــا الـحـيَــل ُ ؟
ونـحـسـبُ إن دفَـعْـنـا الـسـيــر يــــردي خـطـونــا الـعَـجَــلُ
ويتـبـعـنـا حــــداءُ الــريــحِ ، يــجــري خـلـفـنـا الأجــــل ُ
فـنـسـبـحُ فــــي ســديــم الــكــون لاســهـــلٌ ولاجــبـــلُ
إذن فـلـنـحـبـسِ الأنــفـــاسَ حــتـــى تـنـجـلــي الـســبــل ُ
أنــحــن اثــنــان بــيــن بــيــادر الـظـلـمــات نـنـتـقــل ُ؟
وتـنــعَــبُ حـولــنــا الـغــربــانُ ، نـرمـقـهــا فـتـخـتـتـل ُ
وتبـغـتـنـا زحــــوف الـبـغــي يــحــدو جـيـشـهـا الــدجــلُ
ضــبــابٌ أغــــرق الأجــفــانَ فـانـسـابـتْ بــــه الـمـقــل ُ
نــــروم مـعـابــر الأنــــوار ، نـكـبــو ثـــــم نـرتــحــلُ
ونـسـألُ : كــم يـطـول السـيـر ، كـيـف إلـــى الـسـنـا نـصــل ُ؟
أكــنــا قــبــلُ يـغـرقـنـا لـهــيــب الــحـــب والـقــبــلُ
وجـئـنـا ، هـــل إلـــى الأنـــوار يـحـبـو ظـلـنــا الـخـجــل ُ
فــهــاكَ دمــــي وخــــلِّ الـعـمــرَ لـلـغـاديـنَ إن وصــلــوا
أضـعـتُـكَ إذ أضـعــتُ الـــدربَ ثـــم هـتـفـتُ : أيـــن أنـــا ؟
ورحـــتُ أجـيــلُ حـولــي الـطــرفَ ، أنـظــر هـهـنـا وهـنــا
وأبـحــث عـنــكَ فـــي مـقـلـي أفـلّــي الــخــوفَ والـوسـنــا
أهــــذي طــفــرة ٌ لـلـحـلـم يتـبـعـهـا شــعـــاع ســنـــا ؟
وتــلــك زوابــــع ٌ عـجـفــاءُ تــــذرو الــهـــم والـفـتـنــا
وحـولــي تـعـصـف الأمـــواج تـــذرف فـــي دمـــي شـجـنــا
أكــنــا طـائـريــن نــــروم فـــــي بـيـدائـنــا فـنــنــا ؟
ونـغــرف مـــن نـزيــف الـقـلــب نـسـقــي الأرض والـوطـنــا
ونــرقــب مــــن كــــوى الآلام نـجـمــاً بـاسـمــاً حـسـنــا
وتـسـألـنـي : لــــو اسـتـهـديـتَ عــقــلاً نـاضـجــاً فـطـنــا
فـمــاذا لـــو لـجـمـتُ دمـــي ولـــم أسـتـوطــن الـمـحـنـا ؟
ومــــاذا لــــو ســكــتُّ وكــنــتُ لـلـطـاغـوت مـرتـهـنـا ؟
وأمــشــي خــافــت الأنــفــاس يـتـبــع خــطــوي الـرسـنــا
وأسـجــدُ حـيــن يـهـمـي الـلـيـل تـلـثــم جـبـهـتـي وثــنــا
وتـسـألـنـي : كــأنــكَ قــــد عـشـقــتَ الــــذل والـوهــنــا
غـدونــا نـعـشــق الـظـلـمـات ، صــــار الــنــور ممـتـهـنـا
لـــو انـــي آه 00 لـــو أسـقـيـك مــــن آلامــــي الـمـزنــا
لـــو انـــي قـــد نـبـشـت الـعـمـر واستنـطـقـتُ مـــا دفـنــا
لــو انــكَ مــن شـغـاف الـجــرح قـــد هـيّــأتَ لـــي كـفـنـا

لحظة
أطفئْ سراجكَ لن أعيد الطرفَ ملتفتـاً ورائـي
شَرِقٌ أنا بالنـورِ والغصـص السخيّـة والعنـاءِ
لاتعبثـن بعفـة الليـل ، وأحــلام الصـفـاءِ
دعني أغالبُ فيـكَ أحزانـي وأحفِـزُ كبريائـي
دعني ولا تشفق على جرحي فتوقظ بـي إبائـي
هي لحظةٌ مامـرَّ فيهـا غيـر أطيـاف الشقـاءِ
وبها رمقْـتُ بمقلتيـكَ العمـر يزخـر بالبهـاءِ
فخشعتُ في محرابكَ القدسـيّ أضـرعُ بالدعـاءِ
ويحي ! أتذرف فيـه أنفاسـي تعاويـذَ الشقـاءِ
وإخالُ فـي جدرانـه الصّمّـاء ينبـوع الـدواءِ
أم فيه أنبـشُ سِفْـرَ أيامـي فيفجؤنـي بلائـي
وأحسُّ دفقةَ صوتكَ المدمى ترَقْرَقُ فـي دمائـي
حتى إذا انتفضَ الدّجى ، وأفقتُ مخذولَ الرّجـاءِ
ونهضتُ أنفضُ من رماد الذل أطرافَ ا لـرداءِ
ورجعتُ أحملُ نعـشَ آمالـي وأشـلاءَ غنائـي
أمضي وومضُ سراجكَ المفجوع يلهث في سمائي
هي لحظةٌ مـرَّتْ ولـن ألقـى بثانيـةٍ عزائـي

حسن النيفي
==================
مرثية للشعاع الأخير
شعر: حسن النيفي
أنصفْتَ لو لمستْ يـداكَ جناحـي

واستنطقتْ عيناكَ بعض جراحـي

وعكفْتَ تلتمـسُ الغـرامَ زوابعـاً

ما بين خفقِ جوانحـي وصداحـي

أولو جلوتَ لـي الظنـونَ وكلمـا

جـالَ الظـلامُ تدفقـتْ أتراحـي

وشكوتَ لي لما وهبتـكَ مهجتـي

شـحّ الهـوى وصبابـة الملتـاحِ

لو قلتَ ماذا يريبـكَ ، لـو دنـتْ

شفتايَ من كـأس اللظـى اللفّـاحِ

غابتْ بأمـواج السـراب ظلالنـا

فبأيّنا عصف الهوى يـا صـاحِ ؟!

وبـأيّ ظـلّ نستجيـرُ وحولـنـا

أودى الصقيـعُ بنـضـرة الأدواحِ

والليـل مقبـرة الدمـوع وموسـمٌ

لمواكـب الأطيـاف والأشـبـاحِ

هذا لهاثُ الشمس يغـرق جبهتـي

ويهدّ ركـن عزيمتـي وجماحـي

والأمس أغنيةٌ تغـرد فـي دمـي

وتتيـه فيـه كـقـاربٍ ســواحِ

أومأتَ بالوعد الجميـلِ وهـا أنـا

أهفو لأعبـر مـن فـم التمسـاحِ

وألـمُّ أجنحتـي لأرحـلَ حامـلاً

فـي مقلتـيّ هواجسـي ونواحـي

أترى ستتركنـي معابـر رحلتـي

أمضي وبين أضالعـي أفراحـي ؟

أم هل سيبغتني الضبـاب وأنثنـي

أرعى خيالاً طاف فـي أقداحـي ؟

وأعودُ أجتـر احتضـار صبابـة

عبقـتْ بمدمـع خافقـي النّـفّـاحِ

ضاقتْ مرافئنا – تقولُ – ولم تعـدْ

بعـد التلهـفِ رايــةُ الـمـلاحِ

ومضيتَ تبحثُ عن هـواكَ مفتشـاً

فـي مقلتـي وجرحـي النضّـاحِ

فهلِ اهتديتَ إلى قصور صبابتـي

وظفرتَ – بعد الوصلِ – بالمفتاحِ ؟

هيهات يسعفنـا الهـوى وشفاهنـا

تسعـى لتلثـم مـديـة السـفّـاحِ

عبستْ بكوكبنـا الحسـان وليتهـا

سالـتْ بقلبـي كالأسـى المنـداحِ

لأريكَ أضرحـة الغـرام مواكبـاً

وحدائقـاً مـن نرجـسٍ وأقــاحِ

وأريكَ روحي كيف ترحـل كلمـا

هبَّ النسيم علـى الشـذا الفـوّاحِ

لي من شجون هواكَ صرحٌ خالـدُ

ومـن السعـادة حفنـةٌ بـريـاحِ

ويشيع بي ألـق الحيـاة وزهوهـا

فـأرى بكـل دجنـةٍ مصبـاحـي

والفجـر مبتهـلٌ فمـن عبـراتـه

غصّ الضيـاء ببسمـة الإصبـاحِ

أأذودُ عن وجهي الدخـانَ بعبـرةٍ

إني لأنكر في الهـوى إصلاحـي

ووقفتُ ألتمس الـوداع فلـم أجـد

إلا حطـامَ شكيمتـي وسـلاحـي

شَقِيَتْ بأكنـافِ الخيـال قصيدتـي

وشكتْ عـذابَ الحـب والنُّصَّـاحِ

أتعودُ ترقصها الطيـوف وتكتسـي

من أذرع العشاق ألـفَ وشـاحِ ؟

ولكم تهافتت الـدروبُ بخطوتـي

فبـأي دربٍ أستبيـن صلاحـي ؟

أنا إن عشقتُكَ فـي الحيـاة فإنمـا

أحيـا توهـج جرحـي النضّـاحِ

أأنا أسيـر الـروحِ تقطـرُ عفّـةً

فدعِ النجاةَ وخـلِّ عنـك سراحـي

بليتْ بأرصفـةِ الزمـان عهودنـا

ومحـا الظـلامُ نواصـعَ الألـواحِ

وسرى ذهول الصمتِ في نظراتنـا

وشجوننا عـزّتْ علـى الإفصـاحِ

أتـرى ستمنحنـا الحيـاةُ بقـيـةً

من سحر طيفٍ وارتشافِ قـراحِ ؟

أم كلما هتفتْ حروفكَ فـي دمـي

موّهـتُ دمـعَ تعاستـي بمزاحـي

خذ من ربيـع العمـر وردَ فتونـه

ودع السقيـم لمبضـع الـجـراحِ

واذكر إذا هصرَ الأصيـلُ أمانيـاً

وتماوجـتْ فـوق السّنـا اللمـاحِ

قلباً تفردَ فـي هـواكَ ومـا درى

أنّ الـعـذاب سـجـيّـةُ الأرواحِ

سيد الألم الدفينأيقظتِ حلمــاً في ضلوعي غائرا
فأزحتِ عن جفن الصباح ستائرا

وجرحتِ أمـواج السكون لأقتفي

بعد احتضار العمــر صوتاً هادرا

ورشفتِ أنفاس الربيع و إن نأى

أمطرتِ من حمر الخدود أزاهرا

فسمعتُ حشرجة السنين فخلتها

لحناً يذيب من الحنــــان حناجرا

ورمقتُ أمواج المنى فتماوجت

نعماؤها في مقــلتيّ ســـــــوافرا

ماست طيوف الفجر فهي عرائسٌ

يخطرْنَ في كنف الخلــــود بشائرا

ورقصْن في عرس الضيـاء فهذه

ومضاته تنساب لحنـــاً ســـــاحرا

وعقدن لألاء الشمـــوس أساوراً

وحللْن أهداب الظــــــلام ضفائرا

وسفرْن عن روض الخدود فكم أوى

طيــــرُ يلمــــــــلم لحنه المتنـــــاثرا

مدمى الجناح الغضّ كم من أسهم

هبتْ تطـــــارد ريشه المتــــــطايرا

يقتات غصّات الريـــــــاح ويحتسي

نبض الغيـــوم إذا احتدمْن مواطرا

ووقفتُ مذهــــــــول الفؤاد أنجْمةٌ

قد وسّـــدت خدّي نـــــهداً نـــافـــرا

بسمتْ إليّ فكنـــــتُ طيّ شفاهها

ذوْباُ على مهج الغـــروب مسافرا

وا فرحة القلب الشقيّ بصبــــوةٍ

قد كنتُ مأســوراً فصرتُ الآسرا

ويحي بماذا أستجيــــــــــر وقد بدا

صمتي على رعشات روحي جائرا؟

وترنّحتْ فلمــــــحتُ في آهاتـــها

خوفاً على وهــــــج اللذائذ طافرا

رجفتْ أناملها بكفي فارتجــفتُ-

ولامست جرحــاً بصدري غائرا

وتقول في شغـــفٍ أأنت تحبني؟

فتحيل أوهام الحيــــــاة نضائرا

وتمدّ لي شهب الحنيـــــن لأجتلى

جسرا إلى عرش الهوى ومعابرا

فانعم بذات الحب وازرعْ في دمي

حلماً يكــــحل إن أضــاء محاجرا

واحفــــرْ على قلبي قصيدتك التي

ضاقت بها دنيـــا القريض منابــــرا

مابين صلبي والتــرائب أبـــــحرٌ

دفقتْ بأحضــان الوجود جواهرا

أومأتُ للقمـــــــر السني بنظرةٍ

وحضنتُ شلال الضيــاء مخاصرا

لطفاً أسيــــــدة َالفصول عرفتِني

أم خلتِني في الأفق طيفاً عابـرا؟

أوَ ما رأتْ عيناكِ حين استنطقتْ

في جبهتي السمراء وشماً داثرا؟

دفنتْ به الدنيــا شقاء عصورها

وسقته كأســــاً من جذاها فائرا

ياأم عبــــــد الله ما جف الهوى

إلا ليــــــدفق من ظلالك عاطرا

بيني وبينـــــك قد تهاوت أعصرٌ

وتسامقت دنيــا تفيض مشاعرا

الشاعر حسن النيفي

*        *      *
وردة النار

شعر : حسن النـيـفي

لا تعتبي إنْ بحْتُ بالأحــــزان
و شكا إليكِ الجارحات لســاني
أعلنتُ أشواقي وأخفيتُ اللظــى
فهواكِ- يا عمري- كما إيمانـي
أهفو إلى أنداء ظلّكِ مثلمـــا
تهفو الطيور إلى ندى الشطــآن
أنا إنْ كتمتُ الحبَّ في صدري فما
أطوي سواكِ فأنتِ نبض كياني
يا أمَّ عبد الله هذي لهفتـــي
سالتْ على متوقّــد الأحــــزان
أهواكِ ، أدري أنّ دربي شائكٌ
أدري بأنَّ الجمرَ قيْدُ بنانــــــي
لا تعتبي ، حرنتْ حروفي في فمي
و محا الظلامُ نواصع الأزمـــــان
نخل الأسى عمري وخلّف حفنـةً
من ذكريات طفولةٍ و أمـــــــان
أنا ما جلدْتُ الذات في جسدي وما
با ركتُ سوطاً في يديْ سجّــــــان
فلكمْ غزلتُ الحزن ألفَ قصيــدةٍ
فانساب لحن الفجر في ألحانــــــي
يغتالني ألمي فأنشد راحتــــي
بالموجِعات الغرِّ من أشجــــــــاني
كالمستجير من المنى بسرابهــا
متنكِّباً بعباءة الخـــــذلان
ألْفيتُني أحيا يؤرّق مهجتــــي
سرُّ الشقاء بعالم الإنســـان
يا وردة النار التي بعطورهـــا
عُجنتْ صباباتي فكان بيانــي
جمحتْ غواياتي إليكِ فمــا الذي
بتوهّج الأحزان قدْ أغرانـــي ؟
مِنْ أيِّ جرحٍ أصطفيكِ قصيــدةً
تسْمو سموَّ الروح في الابــدان
لا الأمسُ يسعفني و لا أدري غدي
فالعمر – كلّ العمر – بعضُ ثوان
لا تسألي عمّا تخبىءُ عبرتـــي
يا دمعةً تنثال في شريــــاني
جُمعتْ أساريري فكنتِ جميعهـا
فمضيتُ مذهولاً بلا عـنـوان


خصيباً يشرق الوهم
قصيدة للشاعر حسن النيفي
( لكَ أن تتمتع بأيّ وهم تشاء ، ما دمت تعلم أنه وهم ،
ولكن حالما تبدأ الظن بأن وهمك حقيقة ، فأنت في خطر )
جبرا ابراهيم جبرا
عبثـتْ يـداكَ بأدمـع ِ الديجـور  ِ
فسرى البهـاءُ بظلـك َ المسحـور ِ
ومشى الخيالُ على لهاثـكَ  سافحـاً
صدأ العواصف بالجنى  المعطـور  ِ
عبقت ْ شفاهُكَ باللهيـب  ِ  فضمهـا
وجعُ الحـروف ِ بلهفـة ٍ وحبـور  ِ
فمددتَ كفّـاً فـي خمـار ِ دجنّـة  ٍ
وهتكـتَ هيبـةَ سرّهـا المدثـور  ِ
ودخلت َ في رحم العصـور معانقـاً
حلماً يرف ُّ على السنـا المخمـور  ِ
كلفاً بأطيـاف  الصبـاح  وزهوهـا
عبقاً بنضـرة حزنـك َ  الموفـور  ِ
ومضيتَ 00 وا 00 ربّاهُ أين شواطئٌ
يرسو عليها – إن تعبتُ – شعـوري
وتقولُ : أن وهنتْ خطايَ  وأقفـرتْ
دنيـاي َ إلا مـن وجيـب زفيـري
ستشيعُ بي الذكرى طقوس  ولادتـي
ويسيلُ فجر الأمس ِ بيـن سطـوري
وتعـودُ تمنحنـي الحيـاةُ  بـدايـةً
أنسابُ بيـن جحيمهـا  المسعـور  ِ
أنا حاملُ الأيام فـي  عنقـي  وفـي
وجهي سمـات تمـردي  ونفـوري
عَصَبَ الشقاءُ علـى جبينـي رايـةً
سوداءَ تخفقُ في الدجـى المقـرور ِ
يكتظ ّ بي مجد ُ العصـور  ِ  وذلهـا
ضدّان يصطخبـان  فـي  تفكيـري
يطأُ النقيضُ على النقيـضِ فأجتلـي
في زحمة الأضداد شكـل مصيـري
فرحُ الطيور يلـوح بيـن نواظـري
ومواسمٌ للحـزن طـي َّ  ضميـري
لي ما أردتُ من الظنونِ فهاكَ  مـن
قلبـي بقيـة  غبطتـي  وسـروري
واهنأ بهـذا الوهـم ِ فهـو حقيقـة ٌ
لبستْ ثيابَ الحلم ِ فـي  الديجـور
********
**   ***
**
*

نفثات قلب

للشاعر حسن النيفي

( من بواكير أعمال الشاعر )

هكذا أمضي وتمضي في فجاج ِ الوهم ِ ذاتي

ونشيد ُ الروح ِكأ س ٌ تتلظى في لهاتي

وسنا الآمال ِ بعض ٌ من أمان ٍ كالحات ِ

قد توارت ْ ، ليت ِ عمري ، كالنجوم ِ الذابلات ِ

* * *
جئت ُ أعدو وأرى اليأس َ على أطراف ِ ظلّي

وأرى الآمال َ آلا ً قد توارى فأ ولّي

وأنادي من أنا يا نفس ُهيّا فتجلّي

ليس َ إلا رجع صوت ٍ قد تلاشى في فلاة ِ

* * *
كلّما نز َّ فؤادي قطرة ًفوق ثرا ه ْ

وتجلَّت ْ في عيوني دمعة ٌ تحكي صدا ه ْ

لهثت ْ بين ضلوعي ألف ُ أوا ه ٍ وآ ه ْ

ورمتني كهشيم ٍ في سراديب ِ الحياة ِ

* * *
أنا قلب ٌ هدهدته ُ دفقة ُ الحس ِّ الرهيف ِ

وسرت ْ في جانبيه نسمة ُ الظل ِّ الشفيف ِ

أنا أحيا إن عدمت ُ العيش َ من حرِّ نزيفي

أنا إن مت ُّ فشعري حامل ُ كل َّ سماتي

* * *
هكذا أحيا وتحيا في فجاج الوهم ذاتي

* * *
* *
*

من أوراق عاشقة
للشاعر حسن النيفي
( نظرت إليه غير عابئة بقطع الثلج التي تنهمر على شفتيها و عينيها آملة أن يقبلها )

مثلي تريبك لا تذهل لعا شقة ٍ
عريُ احتشامكَ بعضٌ من تعرّيها
إني ادخرتُ عفاف الحبّ ناسكة
تتلو على حسنها آيات باريها
عرائسُ الفجر إن ماست تضاحكها
والعاتيات من الأيام تبكيها
لبستُ نضرة َحرماني فكنتُ بها
قدسية السحر لاحسنٌ يدانيها
مني تدفقَ هذا الحزن فا نفتحت
كل القلوب تناديني سواقيها
يسري الحياءُ بأوصالي فيخمدها
ويلهبُ الشوقُ أضلاعي فيبكيها
طويتُ قبل الهوى عشرينَ أحسبها
كأساً تروق لروحي ثمَّ تظميها
فمن لقلبيَ إنْ هبّتْ سرائره
تجلو الصبابة في أبها معانيها
أُلاطفُ الوهمَ لاتعجب لبنت ِهوىً
تستعذبُ الوهم حين الحبُّ يُخزيها
ياعاشقي:أبحرت ْعيناك في مقلي
وقدنأيتَ ، ومالاحت صواريها
والصدرُأقفرَ إلامن دبيب جوىً
يؤانسُ النفسَ بالشكوى فيحييها
والليل ثرٌّ فما شحّتْ هواجسهُ
ولاالكواكبُ لاذت في مخابيها
والصمتُ تجرحه الأنفاسُ عابقةً
بالحشرجاتِ إلى الآفاق ِتزجيها
والثغرُ حانٍ وقد ذابَ الصقيع به
يبدي الصبابة أحياناً ويخفيها
يغشى بنانُكَ عريَ النهد مرتجفا ً
تذكيه جذوة أشواقي ويذكيها
أفتنةٌ أنت ؟ ضجّ الكبرياء ُبها
واغرورقَ الكونُ يندى في مآقيها
ياعاشقي ازد حمت كلُّ العصور بنا
وليس في مهجتي إلاّ مآ سيها
فاسفحْ إبائَكَ في أحضان عاشقة
قد أخضبَ الكونُ في شتى صحاريها
وامرحْ بواحة أجفاني وأخيلتي
فأنت مبدع دنياها و شاد يها

* * *
* *
*

 

 

من أوراق عاشقة
للشاعر حسن النيفي
( نظرت إليه غير عابئة بقطع الثلج التي تنهمر على شفتيها و عينيها آملة أن يقبلها )
مثلي تريبك لا تذهل لعا شقة ٍ
عريُ احتشامكَ بعضٌ من تعرّيها
إني ادخرتُ عفاف الحبّ ناسكة
تتلو على حسنها آيات باريها
عرائسُ الفجر إن ماست تضاحكها
والعاتيات من الأيام تبكيها
لبستُ نضرة َحرماني فكنتُ بها
قدسية السحر لاحسنٌ يدانيها
مني تدفقَ هذا الحزن فا نفتحت
كل القلوب تناديني سواقيها
يسري الحياءُ بأوصالي فيخمدها
ويلهبُ الشوقُ أضلاعي فيبكيها
طويتُ قبل الهوى عشرينَ أحسبها
كأساً تروق لروحي ثمَّ تظميها
فمن لقلبيَ إنْ هبّتْ سرائره
تجلو الصبابة في أبها معانيها
أُلاطفُ الوهمَ لاتعجب لبنت ِهوىً
تستعذبُ الوهم حين الحبُّ يُخزيها
ياعاشقي:أبحرت ْعيناك في مقلي
وقدنأيتَ ، ومالاحت صواريها
والصدرُأقفرَ إلامن دبيب جوىً
يؤانسُ النفسَ بالشكوى فيحييها
والليل ثرٌّ فما شحّتْ هواجسهُ
ولاالكواكبُ لاذت في مخابيها
والصمتُ تجرحه الأنفاسُ عابقةً
بالحشرجاتِ إلى الآفاق ِتزجيها
والثغرُ حانٍ وقد ذابَ الصقيع به
يبدي الصبابة أحياناً ويخفيها
يغشى بنانُكَ عريَ النهد مرتجفا ً
تذكيه جذوة أشواقي ويذكيها
أفتنةٌ أنت ؟ ضجّ الكبرياء ُبها
واغرورقَ الكونُ يندى في مآقيها
ياعاشقي ازد حمت كلُّ العصور بنا
وليس في مهجتي إلاّ مآ سيها
فاسفحْ إبائَكَ في أحضان عاشقة
قد أخضبَ الكونُ في شتى صحاريها
وامرحْ بواحة أجفاني وأخيلتي
فأنت مبدع دنياها و شاد يها

 هكذا  عسعس  الليل
حسن النيفي
جـنّ الظـلام فـلا نجـم ٌ يبيـن لنـا
وما تدفق فـي ذا الليـل ومـضُ سنـا
أيكشف ُ الغـد عـن فحـوى سرائـره
إذا استبقـتُ إلـى  أعتابـه  الزمـنـا
أو تفصح الريحُ إن  ساءلتُهـا  عرضـاً
ما بان في خاطـر الظلمـاء أو  بطنـا
أهـذه جمـرةٌ  ضــاءتْ  فأقبسـهـا
أم دفقةٌ مـن دم ٍ سالـت  هنـا  وهنـا
بالأمس أشـرق هـذا  الحلـم  مؤتلقـاً
ليمطـر النفـس مـن  لألائـه  مزنـا
فَرُحتُ أرسـم مـن  أطيافـه  صـوراً
وميضها بعطـور الفجـر قـد  عُجِنـا
غـداً أيصبـح بـوح الـروح  أغنيـةً
ويستحيـل عذابـي لـذة ً وجـنـى  ؟
كم من صباح ٍ تداعى  بالـرؤى  عبـقٍ
خبأتُ في نفحه ذكـرى وبعـض منـى
تحـدّر الحـزن مـن عليائـه قــدراً
فمـا تخيّـر إلا مهجـتـي سكـنـا  !
فاهنأ ، حظيـت بأحزانـي ،  وأترفهـا
جرح ٌ يعطـر مـن  أطيابـه  الوطنـا
أجاذبُ الحـزن محمـومَ الفـؤاد كمـا
تجاذب العيـن مـن تسهيدهـا الوسنـا
فعانقتـنـي قـوافـي الشعرحانـيـة  ً
كما يعانـق طيـرٌ فـي الربـى  فننـا
هـذي سبيلـك فــادع الله ملتمـسـاً
هدْيَ البصيرة وانـس الهـم  والشجنـا
أشرع جفونـك ، هـذا الأفـق ملعبنـا
مُدَّ الجناح وحلّـق مـا استطعـت بنـا
لنـا الحنـيـن ،ولـلأيـام جفوتـهـا
لهـا البحـارُ وأنـداء الجـراح لـنـا
عرائـس الفجـر  أطيـاف  يعابثـهـا
نفـح الصبـاح فيلـوي قدهـا  اللدنـا
ألقتْ عليَّ غـلالاتِ الجمـال  ضحـىً
أبُـردةً ألبستنـي اليـوم أم  كفـنـا  ؟
يـا نظـرةً بأتـون البحـر  غـارقـةً
لاصاريـاً عانقـت فيهـا ولا  سفـنـا
أنـا اللهوف علـى الدنيـا وبهجتـهـا
وفي الضلوع شظاياهـا فـوا حزنـا  !
هذا حطام سنيـن ٍ  أدبـرتْ  ومضـت
فاستنطق الرمـس أوفاستنطـق الدّمنـا
أخـي أتذكُـرُ إذ نـاديـتُ  ملتمـسـاً
منك الـوداد لنطـوي دربنـا  الخشنـا
وانسابَ كفّـك فـي  كفّـي  تعاهدنـي
أن نسقي الأرض إن شحّ  الندى  ،دَمَنـا
فمـا لسيفـك فـي ظهـري  يباغتنـي
وما لخطـوكَ دون الوعـد قـد حرنـا
أم تلك كفك تذرو الرّمـل فـي  مقلـي
وذاكَ سهمكَ في الأحشـاء قـد  سكنـا
أخي أأنت تمجُّ السـمَّ فـي عضـدي  ؟
زعاف صدرك في نبضي قـد  اقترنـا
فعـشْ فديتـكَ مـا كفـي  بمنبـسـطٍ
إلا ليـدرأَ عنـكَ الحـيـفَ والغَبـنـا
أخي أتعذر إذ أضرمـتُ  فـي  شفتـي
كأس الشقاء ؟ فأشقـى الطامحيـن أنـا
الحامليـن شمـوس الفجـر  راعـفـةً
بين الضلوع ” وما في الأفق ومض سنا ”
لاحـتْ لعينـي دنيـا عفـتُ بهجتهـا
وجئتُ أنشد فـي ليـل الشقـاء  دنـى
فاسفح على القلب كأس النـور طافحـةً
قد ينعش الروحَ ما قـد يرهـق  البدنـا
يـا أمـةً عصـب  التاريـخ  جبهتهـا
بالكبريـاء فأمسـى هديـهـا  سنـنـا
تبكـي بصـدرك آمــال  محطـمـة
وتزدهـي محـنٌ قـد أورثـتْ  محنـا
لهاث جرحـك فـي جرحـي يؤرقنـي
أنى ارتحلتُ “فمالي عن شقـاك غنـى ”
ياسعـدُ دونـك أرض الرافديـن أَفِـقْ
لافلّ عزمـك فـي خطـبٍ ولا  وهنـا
ويا صـلاح علـى حطينهـا  انتحبـتْ
أنقـاض مجـدٍ وحـقٌّ تحتـه  دُفِـنـا
قد قطّعـوا القـدس أوصـالاً  ممزقـةً
يـدٌ تبيـع وأخـرى تقبـض الثمـنـا
أكلمـا عصفـتْ  ريــح  بطاغـيـة
شادَ الرعـاعُ لـه مـن نتنـه وثنـا  ؟
لايخصب الطيب في الحرث الخبيث ولن
يزجي القبيـحُ إليـك الطيـبَ الحسنـا
قد يعذب الذل في نفـس الذليـل  كمـا
يستعذب الحـرُّ دون الكبريـاء  ضنـى

إلى أمي
عنك ماشاغلني الحزن وما            حدثتني عن سواك الأدمع
موطني ذكراك إن غادرتها            حاصرت ظلي الجهات الأربع
يهرع الحزن إلى جرحي كما         نحو مثواك فؤادي يهرع
باسط كفي الى الدنيا فهل              عانقت إلا السراب الأذرع

العائد ُ عبد ُ الله

يُحكى : أن اسمي عبد الله
وأن َّ بوجهي غيما ً
ينذرُ بالطوفان ْ

قد قيل : ولجتُ شِعاب َ الد ّرب ِ
ففرَّ الخطوُ
ورُحت ُ أ ُطاردُ { خيط َ دخان ْ }

لي صوت ٌ لاب َ بكهف ِ الليل ِ
فذاب َ الصوت ُ
وبات َ الوشم ُ على الجدران ْ

ويد ٌتتلمَّس ُ رحم َ الشمس ِ
وتشهد ُ أن َّ الأفق غزير ٌ بالخذلان ْ

ويقول ُ البعض ُ :
بأني أحمل ُ في عيني َّ سؤالا ً
يأبى أي َّ بيان ْ

وغداة َ مساء ٍ
تراءى الموت ُ لعبد ِ الله ْ
فراح َ يفكر ُ بالعصيان ْ

ولأن ّ فلول َ الخوف تجيء ْ
قد جف َّ النور ُ ودب َّ الذعر ُ بكل مكان ْ
قد غاب َ الكل ُّ ، وعبد الله ْ
يعمِّد ُ في ردهات الروح هوى الأوطان
ْ

 

هل كان الليل ُ يواري الحزن َ
ويدفن ُ تحت عباءته ِ
كل َّ الأشباح ْ ؟
ويلملم ُ كل َّ بقايا الصمت ِ
ليجعل من جسد ٍ يبلى
سيفا ً ووشاح ْ !
ويفتش ُ أقبية الذكرى
عن آخر جرح ٍ لم تمسسْه ُ يد الجراح ْ

ويصفّق حينا ً ثم يعود ُ
يُكفن ُ في عبرات النجم شذا الأفراح ْ

لم يجأر حين تردى القلب
وبث َّ الخوف ُ
شحوب َ الظلمة في الأقداح ْ

لم يصْغ ِ السمع لنبض الكون ِ
ليعرف كيف تسوس ُ الطلقة ُ
كل َّ صداح ْ

من أوهن َ رعشة َ هذا الليل
وأبقى القلب َ وحيدا ً يخفق ُ
دون جناح ْ !

من دس َّ السم َّ برحم الأرض
فصرنا نحسب ُ لفح َ النار عبير أقاح ْ

هل يَدْفُقُ غير وميض الرعب ِ
ليعلن أن الموت بقصر الليل مباح ْ
وليعلن أن لهذا الجرح ِ عيونا ً
باتت ترقب من منفاها
ألف صباح ْ

من بعثر نضرة هذا الليل
على السمّار ِ
وشرَّ دنا ، نحن الزهاد ْ

من عكَّر َ صفو َ ضمائرنا
وتسائل َ :
كيف يلوذ ُ الناسك ُ بالإلحاد ْ ؟ !

من أضرم فينا عهر الروح ِ
وراح يصلّي
فوق تلال ٍ من سجّاد ْ

قد حان عزاؤك َ يا حلاّج ْ
فناد ِ الله َ
وفك َّ إسار َ القلب من الأصفاد ْ
الوم َ تلاقى حول رفاتك كل ُّ اساطين النساك
بلا ميعاد ْ
بالأمس هتفت َ تريد الله
وكان السيف يراقب صوتك َ بالمرصاد ْ

جدّد ْ أحزانك َ يا حلاج ْ
قد غاب القحط ُ
وجاء النفط ُ
وسال لعاب الذئب طويلا ً
فوق الزاد ْ
فحذار الغَفْلَة َ حين تجوع ْ
وحين تمد ُّ إليك الكأ س َ
يد ُ الجلاد

————————————-

 البحتري الصغير (*)

ينتسب الشاعران لمدينتة منبج، حسن النيفي لا يقل عن سلفه أبي عبادة الوليد الطائي بشيء  سوى أنه وريثه، وقد يكون الأحق بوراثته.. الأمر الذي جعلني أنعته بالبحتري الصغير كمواظبة وتواصل لا تشبه ونسخ… ع.ح. 

الشاعر السوري الموهوب حسن النيفي
الشاعر السوري الموهوب حسن النيفي

الشاعر حسن النيفي في سطور

هو من شعراء مدينة منبج البارزين ،وأدبائها ونقادها البارعين ،
ولد في مدينة منبج عام /1963/م
نشأ وترعرع فيها في بيئة فلاحية بسيطة.
درس المرحلة الابتدائية والاعدادية والثانوية في مدارس منبج ،
ثم انتقل الى حلب ودرس في جامعتها في كلية اللغة العربية وآدابها،وتعد المرحلة
الجامعية هي الاكثر خصوبة في حياته من الناحيتين الأدبية والفكرية.
بدأوعيه الادبي يتبلور ضمن مسار محدد فأصدر عام 1986 ديوانه الاول هواجس وأشواق
وجسد هذا الديوان تطلعات الشاعر الوجدانية والفكرية في تلك المرحلة
كما ساهم آنذاك في العديد منم النشاطات الادبية عبر المؤسسات الثقافية في الجامعة وخارجها
في عام 2003 حصل على الجائزة الثانية في مسابقة الشاعر عمر ابو ريشة في محافظة ادلب
له مساهمات في العديد من النشاطات الادبية والفكرية في سوريا

Next Post

دعوة للمشاركة في مهرجان بي بي سي للأفلام والوثائقيات

الجمعة مايو 8 , 2015
دعوة للمشاركة في مهرجان بي بي سي للأفلام والوثائقيات قبل الموعد النهائي 7 مايو/ أيار 2015 أطلقت بي بي سي عربي اليوم الخميس الدعوة الأخيرة لجميع الراغبين بالمشاركة في مهرجان بي بي سي عربي الثاني للأفلام والوثائقيات، للإسراع في تقديم طلباتهم قبل انتهاء الموعد المحدد لاستقبال الطلبات في 13 مايو/ […]

أبرز المواد

أحدث المنشورات