ولدت دزوفينار قره بيتيان في مدينة حلب السورية عام 1966، وأظهرت في سنٍ مبكرة تعلّقاً بالفن الأصيل وموهبةً في أداء أصعب الأغنيات الطربية. بدأت الغناء في المدرسة ثم اختارت طريق الفنّ بعدما اتضح أنّها تملك صوتاً وحضوراً استثنائيَّين. أحيت تحت اسمها الفني، أي ربى الجمال، العديد من الحفلات في الوطن العربي. وكانت تختار أصعب الأغنيات من فئة الطرب الأصيل. مالت خصوصاً إلى روائع أم كلثوم، ولا نبالغ إذا قلنا إن تلك الأغنيات اكتسبت إضافةً جماليةً مع ربى، بفضل تمكّنها المطلق من التطريب والخروج عن اللحن الأساسي، بغية تلوينه وتحميله بأحاسيس خاصة تعطي العمل أبعاداً جديدة. وفي الفترة الأخيرة من حياتها كتب ولحّن لها الفنان ماجد زين العابدين أربع أغنيات هي: «لأ يا قلبي»، «أودعك»، «صبرني يا قلبي» و«ليالي العمر».
ليس لربى الجمّال أي تسجيل صادر رسمياً، وليس أمام مَن يريد اكتشافها أو استعادتها سوى أن ينبش بعض التسجيلات القليلة بالصوت، أو بالصوت والصورة، لإطلالات قليلة لها عبر قنوات تلفزيونية عربية أو تم رصدها مصادفةً على أثير الإذاعات (وهي مدعوة الآن إلى نشر ما تملك في أرشيفها للجمال، علّنا ننصفها ولو بالحد الأدنى المتاح). وما يمكن الحصول عليه من أداء ربى لأغنيات أم كلثوم، هو تسجيل جزئي لـ«الأولة في الغرام» (زكريا أحمد/ بيرم التونسي) حيث تبدع في أداء يعكس شخصيتها الكئيبة (كالتطريب المبكي لعبارة «اسعفيني يا عين»). وآخر لـ«عودت عيني على رؤياك» (رياض السنباطي/ بيرم التونسي) وذلك في إطلالتين عبر برنامج «ليلة حظ» (المؤسسة اللبنانية للإرسال). وهناك تسجيل يفوق الوصف لأغنية «افرح يا قلبي» (رياض السنباطي/ أحمد رامي، من فيلم «نشيد الأمل») في دار الأوبرا المصريّة، حيث ترافق ربى الجمّال الفرقة القومية العربية للموسيقى بقيادة سليم سحّاب. هذا إضافة إلى تسجيلات مصوَّرة قليلة لأغنيات كـ«اسأل روحك» و«ليلة العيد» وديالوغ «مجنون ليلى» الذي تؤديه مع الفنان وديع الصافي (يؤديه عبد الوهاب وأسمهان في فيلم «يوم سعيد» ــــ 1939)، وأخرى صوتية («انت عمري»، «أنا في انتظارك»…)
لرحيل صاحبة الصوت الملائكي قصة لم تتضح فصولها وفيها أصابع خفية وظلم وقهر…..
سيكون لنا وقفة مع ذكراها التالية.