نمرود سليمان
بالرغم من التضحيات الجسام التي قدّمها الشعب السوري في المجالات كافة منذ ثلاثة عشر عاماً لم يقدّمها غيره من الشعوب ما زال البعض من السورين أو أغلبيتهم يعيشون في مرحلة المراهقة السياسية ، لا يعرفوا كيف يختلفوا كي يعرفوا كيف يتفقوا ، يطلبون التغير نحو الديمقراطية كشعار ولكنهم يمارسون الرأي الواحد ولا يعترفوا بالأخر ، يناضلون من أجل تغيير النظام ويمارسون أدواته السياسية نفسها ، يطالبون بالمواطنة والتعايش مع الجميع ولكنهم يبقون في خنادقهم الدينية والمذهبية والقومية والإقليمية .
معركة السوريين تجري في ساحات التواصل الاجتماعي في كل يوم يقدمون العشرات من غرف الزووم والفس بوك ، اذا اختلف احدهم فكرياً أو سياسياً مع مؤسس الغرفة يؤسس لنفسه غرفة خاصة يدعو إليها من يشاء ، السوريون في أوروبا وامريكا وتركيا ولبنان والأردن يعيشون في حالة فُرقة لا مثيل لها أما ما كانت يوماً تسمى معارضة تعيش مثل العبابيد .
نحن السوريون لم نستطع التخلص من قناعاتنا المسبقة الصنع ونخلق قناعات تتماشى مع ادوات العصر ، لقد تحوّل الماضي ( ماضينا) الى سجن لا نستطيع الخروج منه ، نمارس عملنا بالكومبيوتر والأيفون والزووم والفس وكل هذا عصري نمارسه ولكن فكرنا وثقافتنا وعادات هي نفسها منذ مئات عدة من السنين ونناضل للبقاء فيها ونحارب كل من من يحاول اخراجنا .
أنظروا الى ما جرى في سورية من ثلاثة عشر عاماً وما يجري في لبنان وليبيا وتونس من دمار وخراب وانظروا ما يجري في السودان منذ تسعة اشهر ونيّف وما يجري في غزة من شهرين ، لقد تحولت هذه الدول الى مطاحن للقتل .
نعم هناك تدخل خارجي وتأمر دولي ولكن ماذا نحن فاعلون ، ما زالت مراهقتنا السياسية مسيطرة علينا وخلافاتنا تتطور ولا نفكر بايجاد وسائل الحل .
نحن اغنى شعوب العالم باللقاءات الفسبوكية والمؤتمرت وغرف التواصل الاجتماعي ، بالواقع الملموس لم نقدّم شيء للشعب .
نمرود سليمان
٨-١٢-٢٣