الشاعر حسن النيفي
أنـحــن ُ اثــنــان فــــي مـحـرابـنـا الـمـفـجـوع ِ نـبـتـهـل ُ؟
نـشــيّــع دمــعـــةً ضـــــاءتْ ، بـمـنـفـانـا ، ونـحـتــفــلُ
ونسـتـجـدي خـفـايــا الــجــرح حــيــن الــحــزن يـنـهـمـل ُ
ونـنـتـظـرُ انـبـثــاقَ الـفـجــر ، يـغـشـانـا الــنــدى الـثـمــلُ
ونـحـلــمُ أن يــســوحَ الــنــورُ فــــي دمــنــا فـنـشـتـعـل ُ
نـعـمـدُ فـــي كـهــوف الـلـيــل صــوتــاً ثــــم نـرتـحــلُ
أنـحــن اثــنــانِ مـوهـومــانِ أم ضــاقــتْ بــنــا الـحـيَــل ُ ؟
ونـحـسـبُ إن دفَـعْـنـا الـسـيــر يــــردي خـطـونــا الـعَـجَــلُ
ويتـبـعـنـا حــــداءُ الــريــحِ ، يــجــري خـلـفـنـا الأجــــل ُ
فـنـسـبـحُ فــــي ســديــم الــكــون لاســهـــلٌ ولاجــبـــلُ
إذن فـلـنـحـبـسِ الأنــفـــاسَ حــتـــى تـنـجـلــي الـســبــل ُ
أنــحــن اثــنــان بــيــن بــيــادر الـظـلـمــات نـنـتـقــل ُ؟
وتـنــعَــبُ حـولــنــا الـغــربــانُ ، نـرمـقـهــا فـتـخـتـتـل ُ
وتبـغـتـنـا زحــــوف الـبـغــي يــحــدو جـيـشـهـا الــدجــلُ
ضــبــابٌ أغــــرق الأجــفــانَ فـانـسـابـتْ بــــه الـمـقــل ُ
نــــروم مـعـابــر الأنــــوار ، نـكـبــو ثـــــم نـرتــحــلُ
ونـسـألُ : كــم يـطـول السـيـر ، كـيـف إلـــى الـسـنـا نـصــل ُ؟
أكــنــا قــبــلُ يـغـرقـنـا لـهــيــب الــحـــب والـقــبــلُ
وجـئـنـا ، هـــل إلـــى الأنـــوار يـحـبـو ظـلـنــا الـخـجــل ُ
فــهــاكَ دمــــي وخــــلِّ الـعـمــرَ لـلـغـاديـنَ إن وصــلــوا
أضـعـتُـكَ إذ أضـعــتُ الـــدربَ ثـــم هـتـفـتُ : أيـــن أنـــا ؟
ورحـــتُ أجـيــلُ حـولــي الـطــرفَ ، أنـظــر هـهـنـا وهـنــا
وأبـحــث عـنــكَ فـــي مـقـلـي أفـلّــي الــخــوفَ والـوسـنــا
أهــــذي طــفــرة ٌ لـلـحـلـم يتـبـعـهـا شــعـــاع ســنـــا ؟
وتــلــك زوابــــع ٌ عـجـفــاءُ تــــذرو الــهـــم والـفـتـنــا
وحـولــي تـعـصـف الأمـــواج تـــذرف فـــي دمـــي شـجـنــا
أكــنــا طـائـريــن نــــروم فـــــي بـيـدائـنــا فـنــنــا ؟
ونـغــرف مـــن نـزيــف الـقـلــب نـسـقــي الأرض والـوطـنــا
ونــرقــب مــــن كــــوى الآلام نـجـمــاً بـاسـمــاً حـسـنــا
وتـسـألـنـي : لــــو اسـتـهـديـتَ عــقــلاً نـاضـجــاً فـطـنــا
فـمــاذا لـــو لـجـمـتُ دمـــي ولـــم أسـتـوطــن الـمـحـنـا ؟
ومــــاذا لــــو ســكــتُّ وكــنــتُ لـلـطـاغـوت مـرتـهـنـا ؟
وأمــشــي خــافــت الأنــفــاس يـتـبــع خــطــوي الـرسـنــا
وأسـجــدُ حـيــن يـهـمـي الـلـيـل تـلـثــم جـبـهـتـي وثــنــا
وتـسـألـنـي : كــأنــكَ قــــد عـشـقــتَ الــــذل والـوهــنــا
غـدونــا نـعـشــق الـظـلـمـات ، صــــار الــنــور ممـتـهـنـا
لـــو انـــي آه 00 لـــو أسـقـيـك مــــن آلامــــي الـمـزنــا
لـــو انـــي قـــد نـبـشـت الـعـمـر واستنـطـقـتُ مـــا دفـنــا
لــو انــكَ مــن شـغـاف الـجــرح قـــد هـيّــأتَ لـــي كـفـنـا
لحظة
أطفئْ سراجكَ لن أعيد الطرفَ ملتفتـاً ورائـي
شَرِقٌ أ
الشاعر السوري الموهوب حسن النيفي
نا بالنـورِ والغصـص السخيّـة والعنـاءِ
لاتعبثـن بعفـة الليـل ، وأحــلام الصـفـاءِ
دعني أغالبُ فيـكَ أحزانـي وأحفِـزُ كبريائـي
دعني ولا تشفق على جرحي فتوقظ بـي إبائـي
هي لحظةٌ مامـرَّ فيهـا غيـر أطيـاف الشقـاءِ
وبها رمقْـتُ بمقلتيـكَ العمـر يزخـر بالبهـاءِ
فخشعتُ في محرابكَ القدسـيّ أضـرعُ بالدعـاءِ
ويحي ! أتذرف فيـه أنفاسـي تعاويـذَ الشقـاءِ
وإخالُ فـي جدرانـه الصّمّـاء ينبـوع الـدواءِ
أم فيه أنبـشُ سِفْـرَ أيامـي فيفجؤنـي بلائـي
وأحسُّ دفقةَ صوتكَ المدمى ترَقْرَقُ فـي دمائـي
حتى إذا انتفضَ الدّجى ، وأفقتُ مخذولَ الرّجـاءِ
ونهضتُ أنفضُ من رماد الذل أطرافَ ا لـرداءِ
ورجعتُ أحملُ نعـشَ آمالـي وأشـلاءَ غنائـي
أمضي وومضُ سراجكَ المفجوع يلهث في سمائي
هي لحظةٌ مـرَّتْ ولـن ألقـى بثانيـةٍ عزائـي
السبت مايو 24 , 2014
من شعراء (المهجر، الشتات، التهجير، التشرد) السوري مهاجرون في الوطن حسن، ملك، نذير، علي