برزت الجماعات السلفية مؤخرا في مصر وغيرها من الدول العربية كجناح سياسي يفرض رأية ورؤيته بالقوة التي يذعمون انها دينية ، بل ويقومون المجتمع وفقا لبعض الكتب التي استوردوها بالطبع من دول بعينها تروج للفكر الوهابي المزعوم كأنهم القائمين الحافظين للمجتمع والمراعين لاصول الدين.
لااعلم حقا اين كانوا هؤلاء من قبل ؟ ولماذا خرجوا الان بعد ان بدأ ظلام الانظمة الديكتاتورية في الاختفاء ولاحت شمس الحرية ؟ حسب قرأتي السابقة اعرف جيدا ان احد الاهداف الاساسية للتوجه السلفي هو عدم الاشتراك في الحياة السياسية وبالتبعية عدم جواز الخروج على الحكم حتي وان كان فاسق او فاجر او ظلمه بين؟!
وما نراه من تصرفات الان هو اشتراك سافر في السياسة بغير علم ، وخروج على نظام ورغبة المجتمع ، بل اجرؤ ان اقول انهم يروجون للفتن . وكل ذلك لصالح من ؟ ولماذا ؟ هذه اجابات تستحق الرد ، لكن من سيرد على اسئلتي خاصة وانهم منغمسون في رحلتهم التبشيرية بهد الاضرحة والمقابر ، ولا ندعي انهم قد يهدون اثارنا لانها اصنام للفراعنة ؟ اليس ذلك بشبيه بما فعله طالبان من قبل ؟؟
والان يؤسسون حزب سياسي سلفي ، هل يمكننا تصور كيف يكون برنامجه السياسي ؟ كما قرأت فهو يتجاهل الاشارة الي الدولة المدنية وولاية المرأة والقبطي وكذلك رؤيته للقوانين المصرية وكيفية تطويرها ، بالطبع لانه ليس لهم برنامج في الاساس ولن يكون.
كيف سيتحدثون عن الدولة المدنية وهم لا يعرفون غير منهجهم السلفي ؟ واي ولاية للمرأة سوي ان تكون رقم في عائلة تتكون من تعدد للزوجات ؟ ومن هم الاقباط نحن لا نعرف غير الذميين ؟؟ والقوانين التي نعرفها مصدرها مناهجهم وبالطبع بما يشيرونه انه بالكتاب والسنة دون الالتجاء الي الاجماع القياس وما تركه الله عز وجل من مساحات في النصوص لاعمال العقل والفكر.
سبب ما نحن فيه الان ليس الا نتيجة للجهل ، ونتيجة لنظام قمعي امتد منذ 1952 وحتي الان، لم ينتهي بسقوط مبارك ولكنه ظهر ما ترتب على الصمت الجماعي في المجتمع المصري ، فظهر السلفيين والبلطجية وهم فعلا ابناء النظام البائد ، ولائهم وانتماءهم له وليس للوطن. ولا يمكنهم التنع الا بما ينتمون اليهم وليس خوفهم على مصر.
ومازال الاعلام المصري يروج بشكل غير مباشر للفتنة ، ولما لا وهم انفسهم من روجوا بكل طاقاتهم الي ان المتظاهرين عملاء واصحاب اجندات خارجية وغيرها من الادعاءات ، والا يحتفون بالثورة وكأنهم ابناءها ، وليسوا المتهمين بمحاولة القتل العمدي للمتظاهرين.
يتعمدون ان يستضيفوا ويحتفوا بالسلفيين وكأنهم أبطال ، ويستضيفوا قاتل السادات وكأنه الفاتح العظيم ، والسؤال ما هو الهدف هنا ؟
بعد الثورة ظهرت الحقيقة بان الفزاعة التي دائما ما كان يستخدمها النظام البائد وهي الاخوان لم تكن حقيقة هم فريق في المجتمع المصري ويعملون مع الاقباط والمجتمع المصري كقبضة يد واحد ، لكن الفزاعة التي يستخدمها بقايا النظام هم السلفيين . ولا ابالغ اذا خالفت القائلين بان المستفيدين هنا هم السعودية والتي تحاول افشال الثورة المصرية والموساد الذي ليس من مصلحته ان مصر تحكم نفسها ، اضيف اليهم طرف ثالث وهم أمن الدولة الذي يختفي الان في خلايا ومكاتب وزارة الداخلية وبالطبع لا احد يعرف عددهم واسماءهم ، هل من الممكن تصور انهم سوف يستسلمون ببساطة لاحلال الجهاز بعد كل ما قاموا به من اعمال اجرامية ضد المصريين ؟ هل من الممكن ان نتخيل انه هذا الجهاز الذي قام بتنفيذ العديد من العمليات الارهابية ضد الشعب المصري خدمة للحزب الوطني وترويجا بان مصر مازالت في خطر وبحاجة الي قانون الطواريء.
نحن في مأزق ، هناك الكثير من المفاهيم المختلطة ، بين تصور للدولة المدنية التي نريدها لمصر مع ملاحظة ان مصر ابدا لم تكن دولة دينية وهناك فرق بين ان تكون مصر دولة دينية او دولة الاسلام هو المصدر الاول للتشريع ، ايضا السلفيين وهو مصطلح مغلوط لان هؤلاء الجماعات ليس لهم مدرسة ولكن لهم شيخ يتبعونه ، وهو انكار للسلفيين الحقيقيين البعيدين عن هذه الافكار ، ايضا الحوار من من شاكوا من قبل بالحوار مع النظام السابق ، لانهم مازالوا لم يستوعبوا اننا شعب قام بثورة وهذا يعني ان القانون والدستور والحوار والتوجه السياسي والقرار مصدره الثورة ، مصدره التحرير ، فلماذا نعتمد حتي الان على قوانين الحزب الوطني البائد والنظام السابق؟
انها بلدنا جميعا ولا فرق في الحق بين المصريين ، وعلينا عدم الالفات نحو هذه المهاترات انها تهدف فقط للوقيعة بيننا ليس من اجلنا وانما من اجل بقاءهم ، انهم يحتضرون الان وينازعون من اجل البقاء ، وعلينا ان نضع في اعتبارنا فقط اننا كلنا في حب مصر مصريين.
———————-