2024 عام الإنفجار الكبير.

نمرود سليمان.

 

المنظومة العالمية التي تشكلت بعد الحرب العالمية الثانية عام 1945 ( الأمم المتحدة )خسرت دورها في حل المشاكل الدولية والاستقرار العالمي لأنها شاخت وقد بلغت من العمر 78 عاماً لأن الزمن تغيّر والمرحلة قدمت معادلات سياسية جديدة كما أن التطور العلمي التكنولوجي فرض نفسه على العالم كله بغضل وسائط الاتصال الحديثة ، منذ عقدين من الزمن أنتهى دورها بشكل تام ولكن الدول القوية التي كانت تقف وراء تأسيسها نقلتها على العناية المشددة وحافظت عليها كجثة محنطة للاستفادة منها .
الشلل الذي أصاب الأمم المتحدة أدى إلى أحداث فراغ سياسي كبير على النطاق العالمي وقد حاولت سياسية القطب الواحد ملء الفراغ الحاصل ولكن العالم يحتاج الى منظومة من قطبين كي يحافظ على استقراره .
نتيجة لهذا الخلل الذي حصل بعد شلل الأمم المتحدة وقعت حروباً عدة من جملتها الحرب على افغانستان بعد احداث أيلول 2001 احتلال العراق ثورات ما يسمى الربيع العربي منذ ثلاثة عشرة عاماً وما زالت مستمرة أنظر ما جرى ويجري في سورية وليبيا ولبنان والسودان والعراق ثم الحرب الروسية الأوكرانية وأخيراً ما جرى في غزة يوم 7 اكتوبر الماضي .
لو نظرنا الى المشهد العالمي اليوم نلاحظ فيه الغاماً سياسية وعسكرية البعض منها انفجر ولكن الانفجار الكبير سيحدث في العام الجديد 2024 يمكن تسمية العام الجديد عام الانفجار والتغير الحتميين ، امريكا ستشهد انتخابات رئاسية معقدة جداً وتوصف بأنها الأصعب بالتاريخ الامريكي وسيكون لها تداعيات كبيرة على النطاقين الداخلي والعالمي ، بريطانيا أيضاً أمامها انتخابات بالعام الجديد لا احد يتوقع نتائجها ولكن الكل متفق بأن التداعيات ستكون سلبية ، المانيا لم تشهد مشتشاراً بهذا الضعف الذي يمثله ( شولتز ) اليمين الاوروبي الى مزيد من الانتصارات ، روسيا ستنتخب بوتين بالعام الجديد وهي أقوى بعد ما جرى في غزة من جهة وتطنيش الغرب لأوكرانيا من جهة أخرى ، الصين تكاد تكون الوحيدة المستفيدة في ظل ما يشهده العالم .
الانفجار الكبير القادم سيكون مركزه جغرافية الشرق الاوسط كونها الاضعف تاريخياً وقد تحولت الى ساحة لتصفية الحسابات بين الدول الكبرى الأقليمية والدولية .
ما جرى في غزة ليس شأناً فلسطينياً اسرائيلياً بل تحوّل الى شأن أقليمي دولي .
الانفجار الكبير قادم ولكن الرهان عليه هل سيكون قبل الانتخابات الرئاسية الامريكية القادمة ام بعدها ، لا احد يستطيع الاجابة على هذا السؤال .

1/1/2024

Next Post

انبعاث الفكر الأصولي والعصبيات ما قبل الوطنية.

الأثنين يناير 1 , 2024
د. عبدالله تركماني.   خلال السنوات الأخيرة، وفي أعقاب تعثُّر مشاريع التحديث العربية، وبدء انفكاك بنى الدولة لصالح العصبيات ما قبل الوطنية، الطائفية والمذهبية والإثنية والعشائرية، تشهد المجتمعات العربية صراعات بين هذه البنى، تعبِّر عن نفسها أحياناً بحروب أهلية متفاوتة الحجم والعنف. ولم تتأخر هذه العصبيات في إنتاج مثقفيها الذين […]

أبرز المواد

أحدث المنشورات