نمرود سليمان
بكل أسى وأسف وندم أنعي اليكم وفاة القانون الدولي عن عمر ناهز 79 عاماً بالضربة القاضية من قبل موازين القوى التي تديرها الدول الكبرى .
بدأت معاناة المرحوم منذ أحداث ايلول عام 2001 واستمرت الى العام الجديد الذي بدأ مشواره منذ أيام ستة وقد مر بتجارب مريرة خلال الثلاثة وعشرين سنة الماضية عانى كثيراً مما جرى في العراق وعانى اكثر بعد ما يسمى ثورات الربيع العربي وتم نقله الى العناية المشددة بعد الحرب الروسية الاوكرانية وجاءت احداث غزة فقضت عليه نهائياً .
قد يستغرب البعض عندما نقول بأن الميليشيات المتعددة والمتنوعة أصبح دورها في الاحداث العالمية أقوى من الدول وأصبحت الدول الخارجة عن القانون تتحكم بمصير البشرية ، حماس فجرت الوضع في غزة على حين غرة وهي ليست دولة والحوثيون أغلقوا باب المندب وهم ليسو دولة وحزب الله حوّل لبنان الى دولة فاشلة وهو ليس دولة ، امريكا وايران يتحاربان في الإعلام ويتفقان في الممارسة السياسية منذ خمسة وأربعين عاماً ، العرب مُزقت هويتهم بل ساهم القادة بتمزيقها وتحولت العروبة الى كعكعة تتقاسمها ايران وتركيا وروسيا وامريكا واسرائيل ، الأمم المتحدة تقول شعب غزة انعدمت عنه وسائل العيش وقيادة حماس ترفع شعارات النصر من تحت الارض .
بعد وفاة القانون الدولي من الطبيعي أن نصل الى هكذا نتائج ، الغريب أن الامم المتحدة مازالت موجودة ولكن كجثة محنطة يقدفها الاقوياء .
تُقبل التعازية على صفحتي بكل سرور ولكن بشرط أن يكون العزاء سياسي وفكري لاغناء الموضوع وذلك مصلحة لنا جميعاً.
6/1/2024