
الشاعر علي صالح الجاسم (منبج-تركيا).
أنــــا مثقلٌ بالليل فـوق وسـادتي
هـــــذا الظَّـــلامُ يلفُّني بردائِـــــهِ
فنظرتُ فــــي الأفق البعيد مراقباً
صــــوتاً يحلِّقُ فـي ســماء دعائِهِ
ومضيتُ فـي حمَّى اغترابي باحثاً
عنِّــي هنـــا فوجـــدتُني بإزائِــــهِ
بيني وبين النَّــار بعضُ مســـــافةٍ
ويــــدي علـــى قلبٍ هفا للقــائِهِ
**************
أبحرتُ فـي حلمي وليليَ سـرمدُ
وخطـــــايَ آه خطــــــايَ لا تتردَّدُ
فنسجتُ مـن خيط الصباح عباءتي
ونشـــــرْتها فإذا بهـــــــــا تتجدَّدُ
أدركــــتُ أنّــــي لا محــالة واصلٌ
وبأنَّني والفجرَ لحـــنٌ يشـــــــردُ
ووقفتُ أرقــــبُ عسكري فوجدتُهُ
مـــن غير عــذرٍ غاب عنه الهدهدُ
**************
ويجيءُ مثلَ السَّيل يطلقُ زفـــرةً
نــــــاراً تعــــانق روحَــــــهُ ظمآنا
من نفسِهِ الخضراءِ شـــدَّ ركـابَهُ
ومضــــى يغــــازل صبحَهُ ولهـانا
حطّتْ على كتف القصيدة نفسُهُ
وتخيّرَتْ بين الحــــروف مكـــــانا
فـــي وجهه وقفت تقدُّ شموخَهُ
الدُّنيــا , فداسَ غرورَهــا إنســانا
**************
متدثّراً بالخــوف جئتُ ولــــم أزلْ
غضّاً , وكــــانوا للظَّلام ظـــــلاما
ظلّتْ تعاندني الفصولُ , فما تزال
تخيطُ لــــي مـــــن ثوبها أحلاما
بي كلُّ أوجاع الصِّغـار .. طفولتي
وطــــنٌ تدفّقَ جــــــــرحُهُ أيتاما
سيعود يا أمَّاهُ موسـاك الصغيرُ ,
فمرضعـــاتُ القصر كـــــنَّ حراما
**************
جاءت إلــيّ على جــواد غرورهـا
تتخيّرُ الكلمـاتِ وهــــــي تميسُ
ملّكْتها قلبي ولجّـــــــةَ صرحِــهِ
فبدتْ تجـــرّرُ ذيلَهـــا وتســوسُ
هي علّمتني أن أحبَّكَ قاسـيونُ
وأن أراك علـــى الزَّمـــان تدوسُ
هـــــذي الشآمُ إذا أردْتِ بتاجها
تتبخترين هنـــــاك يــــا بلقيسُ