الشعب في خدمة الايديولوجية.

نمرود سليمان

 

كل الاحزاب الدينية بمختلف أنواعها واحجامها تحوّل الشعب الى خادم مطيع لايديولوجيتها المقدسة كما تدعي و تُسخر امكانيات دولها لخدمة ايديولوجيتها .
هذه الاحزاب تحوّل الدين الى منصة سياسية وبذلك تسيء الى الدين الحقيقي من خلال خلقها لدين موازٍ للدين الحقيقي كما أن هذه الاحزاب وبعد كل تجاربها الخاطئة والخسارات الكثيرة لا تعترف باخطائها بل تضخ في وسائلها الإعلامية أخباراً مزيفة واصفة نفسها بأنها تنتقل من نصر الى أخر .
اذا نظرنا الى المشهد الغزاوي بعد سبعة وسبعون يوماً نلاحظ فيه بعد الهجوم الاسرائيلي ، عدد القتلى 20 ألف فلسطيني 52 ألف جريحاً و10 الاف مفقود تحت الانقاض ، تم تدمير 65 % مسكن من مساكن الغزاويين ، الجوع يسجل ارقاماً قياسياً وتؤكد الأمم المتحدة بأن الحالة الكارثية في غزة لم تمر على العالم من خلال تاريخه الطويل ، ما قامت به اسرائيل من تفجيرات في غزة ضعف ما جرى في هيروشيما 90% من الشعب الفلسطيني هاجر من مسكنه وأصبح نازحاً ، وسائل العيش معدومة لا طعام ولا ماء ولا كهرباء ولا انترنيت ولا مساعدات إنسانية كافية .
بالرغم من الكوارث الحاصلة بغزة بسبب الحرب التي تشنها اسرائيل ما زال قادة حماس يرفعون اشارات النصر ويضعون شروطاً لوقف النار ، وما زال الاخوان المسلمين واخوانهم المتطرفين من الدواعش وغيرهم يباركون ويشيدون بانتصارات القرن التي حققتها حماس .
من المعروف سياسياً وفكرياً وعسكرياً بأن الحزب او الاحزاب خُلقت لخدمة الشعب والوطن كي يعيش بأمن وسلام وحرية وديمقراطية ، الاحزاب الدينية فقط تسير عكس حركة التاريخ لأنها تسخر كل شيء من اجل فكرها الايديولوجي من ناحية وتقف ضد التقدم من جهة اخرى وتناضل من أجل العودة الى النكوص التاريخي والبقاء في الماضي ولا تريد الخروج من جهة ثالثة وبذلك تدمر الشعب والوطن والمستقبل وتتحول شعوب هذه التنظيمات الى نازحين أو مهاجرين أو موتى في البحار .

22/12/2023

Next Post

2024 عام الإنفجار الكبير.

الأثنين يناير 1 , 2024
نمرود سليمان.   المنظومة العالمية التي تشكلت بعد الحرب العالمية الثانية عام 1945 ( الأمم المتحدة )خسرت دورها في حل المشاكل الدولية والاستقرار العالمي لأنها شاخت وقد بلغت من العمر 78 عاماً لأن الزمن تغيّر والمرحلة قدمت معادلات سياسية جديدة كما أن التطور العلمي التكنولوجي فرض نفسه على العالم كله […]

أبرز المواد

أحدث المنشورات